مبروووووووووك لمصر شمس الحريه

مبروووووووووك لمصر شمس الحريه



الثلاثاء، 9 فبراير 2010

الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح يرد على الاتهامات


هل عدم حضور د. عبد المنعم أبو الفتوح لبيعة المرشد الجديد د. محمد بديع يعني عدم رضاه عن اختيار الدكتور بديع ؟


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، بداية مسألة بيعة المرشد بهذه الطريقة ليست صحيحة ، المرشد يأتي بالانتخابات ثم يكون مرشدا، هو الذي يقول القسم أمام أعضاء مجلس الشورى وفقط، لايوجد معني أننا نذهب لبيعة وإلا سيكون بقية أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أصحاب عضوية معلقة ، لحين أن يأتي مئات الألوف من الإخوان المسلمين من العالم كله أو من مصر للبيعة، الموضوع مسألة إعلامية ، الأمر الثاني أنني لم أكن موجودا في مصر أصلا بل كنت مسافرا بالخارج، وبالتالي – كما أعلنت من قبل – أن قضية أن يأتي أخي العزيز الحبيب د. بديع مرشدا أو يأتي أخي العزيز الحبيب د.محمد حبيب مرشدا أو يأتي أخي العزيز د. رشاد بيومي مرشدا هذه قضية أنا لا أرى فيها مشكلة، لا أرى فارقا فخما ولاضخما بين بديع أو حبيب أو رشاد بيومي أو عصام العريان كلهم إخوان أفاضل، والذي يريد أن يحمل مسئولية ويصبح مرشدا ويتحمل تبعات هذا فليكن، وجماعة الإخوان المسلمين لا تتوقف على بقاء عاكف من ذهابه، ولا بقاء بديع من ذهابه، ولا بقاء حبيب من ذهابه، ليس معنى هذا أن هؤلاء الإخوة أصفار، بل هؤلاء قيم كبيرة، لكن الجماعة أضخم و أكبر من بديع وأكبر من عاكف وأكبر من مكتب الإرشاد كله، جماعة الإخوان المسلمين ليست - كما قلت من قبل – 16 أخ عزيز يجلسون في شقة لإدارة بعض الأمور التنفيذية، جماعة الإخوان تاريخ 80 سنة من العطاء و النضال والبذل و الجهاد في سبيل هذه الأوطان الكريمة الطيبة وفي سبيل هذا الدين العظيم، جماعة الإخوان المسلمين منهج عظيم يعتز به كل إنسان مسلم شريف على وجه هذه المعمورة يمثل الإسلام الوسطي المتسامح المعتدل التقدمي، جماعة الإخوان المسلمين امتداد جغرافي على مساحة الكرة الأرضية، الإخوان مدرسة الآن ، التنظيم أصغر من جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي هذا العراك الإعلامي الذي حصل نتيجة ذهاب فلان أو علان مسألة سخيفة وتدعو للشفقة على هذه المسائل ، كل هذه الصخب الإعلامي!! ولكن للأسف الإعلام – مع تقديري لمن يعملون في الإعلام – حدث فيه سوء استغلال لقصة انتخابات الإخوان ومجيء فلان وخلاف فلان مع علان، وتلك مسائل يجب أن يتسامى ويرتفع عنها الإخوان المسلمون ويشغلوا أنفسهم بالعمل الحقيقي لخدمة الدين والدعوة في أنفسهم أولا وفي بيوتهم وفي مجتمعاتهم، أما أن يشغل الشخص نفسه أن يكون مرشدا أو لا، عضو مكتب إرشاد أو لا، فهذه أمور من دَنايا الأرض التي لا يجب أن يشغل إنسان صادق وأمين مع ربه بها.


لكن هل معنى هذا الكلام أنك راض عن الانتخابات الماضية ؟


بداية رضائي من عدمه ليس له قيمة، ما قيمة أن أكون راضيا أم لا، لا أريدك أن تشغل الإخوان وتشغلني بقصة لا يترتب عليها عمل، أنا قلت من قبل هذه مسئوليات، من يريد أن يحملها فليحملها وندعو له بالتوفيق وربنا يوفقه، لكن هذا كله لا ينفي وقوع بعض المخالفات التي يجب أن تعالج بطريقة عادلة وصحيحة وسليمة، أما أن تقع مخالفات أو تقع بعض الأخطاء نعتمد فيها على التسامح – التسامح مطلوب بيننا جميعا – لكن أنا كرجل مسئول لا يمكن أن أعتمد على التسامح ولكن أعتمد على العدل، وإرساء قواعد العدل وقواعد النظام العام، حتي وإن كان الطرف الذي وقعت في حقه هذه المخالفة أو هذا التقصير متسامحا، لكن قضية العدل لي كمسئول لابد أن تكون رقم واحد، لأن العدل أساس الإدارة، يقول إخوانا في الوفد العدل أساس الملك، نقول العدل أساس حسن الإدارة، الإدارة الحسنة لابد أن تكون عادلة، ولا تعتمد على مسامحة فلان، نحن نربي بعض أن نكون متسامحين في سبيل أن تسير أمور الدعوة، لكن أنا كمسئول لابد أن أرسي قواعد العدل، وبالتالي أتمنى المخالفات التي وقعت أن تعالج بطريقة موضوعية وعادلة وأخوية، لكن في النهاية الموجودين هم هم، و مسألة أن يتناول الإعلام أنه "إنقلاب وذهاب الإصلاحيين ومجيء المحافظين وسيطرة المحافظين" هذا كلام كله دجل وسخف ، وهدفه كله استدعاء عداوة لهذه الجماعة المباركة من أطراف تكره الإخوان أصلا ولا تريد لها أن تكون موجودة في الوطن.إن ما هو موجود الآن يمثل حالة الإخوان، بما فيها من قوة أو ضعف وبما فيها من سوء إدارة، الموجود هو هو لم يحدث شيء ذو قيمة، يعني لم يذهب حسن البنا ويأتي عبد المنعم أبو الفتوح مثلا، كنا هننزعج جدا، لقلنا إلحق يا نهار .... الدنيا هتخرب، لكن ذهب فلان وجاء فلان وهؤلاء الإخوة الكرام طريقة أداؤهم قريبة من بعضها، لايوجد إنقلاب أو خلافه.


هل تعتبر الزوابع التي أثيرت أثناء الانتخابات قد انتهت ؟


يجب أن تنتهي أصلا ، وكنت أتمنى ألا تثار هذه الزوابع أصلا، وأن المسائل كانت تدار بشكل أخوي أفضل، وأقل خطأ وأكثر أخوية مما أديرت به ، لكن هذا ما حدث، كما حدث في تاريخ الإسلام كله، ومِنْ مَنْ هم أفضل منا ، من الكرام الصحابة والتابعين .وكما قلت نحن تجمع بشري ، حدوث خلافات بيننا –المفترض- لايزعج قواعدنا ولا يزعج شبابنا إلى هذا الحد ، لكن أن ينزعجوا فهذا حقهم ، لكن لا يجوز أن ينزعجوا لدرجة أن يظنوا أن الجماعة تتبخر ، الجماعة موجودة رغم أنف الدنيا كلها، بما فيها رغم أنفنا نحن المسئولين في الإخوان المسلمين، ستبقي الجماعة قوية شامخة ، لأن الجماعة في مفهومي الجماعة ليس هي مكتب الإرشاد ولا مجلس الشوري، الجماعة في رأيي هي هذا الجمهور الغفير المنتشر الذي يملأ المعمورة من الشرفاء والنبلاء وأصحاب الفكر والرأي وأصحاب الشجاعة في قولة الحق، الجماعة هي هذا المنهج العظيم الذي نعيش به، الجماعة هي هذا التاريخ العظيم المشرف لكل مصري ولكل مسلم يعيش به ، فليس من أجل شجار بين ثلاثة أربعة نقول الجماعة في خطر !! هذا كلام دجل وسخف.


خروج مشاكل الإخوان للإعلام هل تراه ظاهرة صحية؟


أنا أراه ظاهرة صحية ، البعض يراه ظاهرة غير صحية، لكن أنا أراه ظاهرة صحية، لا تقل مشاكل قل خلافات بمعنى أدق، اخوانا لم يختلفوا على مغنم ولا على أرض ولا على فلوس يريدون سرقتها من البنوك مثل الآخرين، ولا على مليارات الجنيهات ، اختلفوا على سوء تطبيق للائحة في نظر البعض، والبعض يرى التطبيق سليم، هذا هو محل خلافهم، اختلفوا على بعض الممارسات غير الأخوية، سواء من كوننا مجموعة من البشر ، أو سواء مجموعة يلحقها قصور، ليسوا ملائكة بل بشر، لكن في الوقت ذاته أقول لجمهور الإخوان أشيروا إلي أي تجمع بشري أنقى وأطيب وأطهر من الإخوان المسلمين وسوف أتوجه إليه فورا، لكن لم أجد أكثر وطنية من الإخوان المسلمين ، لا أقول إنهم لا يخطئون ، بل يخطئون ، لا أقول إنهم وصولوا للحد المثالي ، لا هناك قصور، لكن هذا هو الموجود وفيه خير كثير، ولا يمكن أن نهيل التراب على عدد من الأخطاء لا تشكل خمسة في المائة من أداءات الإخوان، ونضيع خمسة وتسعين بالمائة من الأداءات المشرفة.


لكن البعض يرى هذا نوع من هز الثقة ، الناس تقول كنا نظن القيادة أكبر من ذلك بكثير ، والآن يتبادلون آراءهم على صحف مشبوهة !


هذه الثقة المغلوطة لا أتمنى أن تهتز بل أتمنى أن تذهب إلى الجحيم ، والذي أريد أن توضع مكانها هي الثقة الحقيقة ، وهي الثقة التي توزن بموازين العدل، أتعامل مع أخي المسئول على إنه بنى آدم ، مثلي مثله ، أناقشه وأحاوره أخطئه ويخطئني ، هل حصل على صك من الله سبحانه وتعالى أنه لا يخطئ أو يأتيه الوحي؟! إذن ما الفرق بين أن أتعامل مرشد الإخوان وتعاملي مع النبي صلى الله عليه وسلم، أنا أريد من الإخوة أن يستيقظوا ، أنا حينما أتعامل مع سيد البشر على رأسي من فوق ، لكن حتى النبي عندما تعامل مع الصحابة سألوه على هذا وحي أم رأيك؟ وعندما قال هذا رأيي قالوا له تعالى يارسول الله نتناقش. أريد أن أنزه جمهور الإخوان على اعتبار أنفسهم ملائكة أو أنبياء يوحى إليهم، ما يعيبهم أن تضعهم في موضع الأنبياء، هم إخوننا الكرام الذين نعتز بهم ولكن نتعامل معهم مثل البشر .


كيف تمارس الثقة أو بمعنى آخر ما مظاهر الثقة ؟


الثقة في المنهج الذي تعيشه ، أنا مرتبط بمنهج وليس أشخاص ، الأشخاص يجري عليهم ما يجري على البشر ، من قصور وتقصير وخلافه ، ثقتك كلها في المنهج ، المنهج يتفرع عنها أخلاقيات في الأداء ، إذا خالفها أكبر واحد لابد أن أوقفه ، الثقة يتفرع عنها احترام للشورى، لا أفرغ الشوري من مضمونها ثم أقول هذه شورى ، الشورى ليست عملية تصويت فقط، الشورى أداء أخلاقي، الشورى التي نمارسها شورى متسلحة بالأخلاق ، وبمعاني الإخوة ، شورى متضمنة الحفاظ على هذا الكيان العظيم الذي ضحى من ضحى من أجله، الشورى خلق أمارسه في البيت مع زوجتي وأولادي وفي مجتمعي وفي شغلي، والشورى ليست تمثيلية، الشورى حقيقة يجب أن نمارسها، وأتعبد إلى الله بها ، هل معقول أن يصلى واحد دون وضوء، من أجل أن يقول الناس أنني أصلي، وهذا مثل أن أحضر ناس تدلي بأصواتها ليقول الآخرون "أنني أطبق الشورى"، الشورى لها مضمون عظيم، وهي ما يجب أن نطبقه ونمارسه ، وأنا أتصور كل ما يحدث هو نوع من أنواع الدربة لنا كإخوان مسلمين ، لنا اخطاء، فينا قصور، سوف نتجاوزه إن شاء الله، ومن ثم لابد أن تكون الثقة في سياق المنهج ، وفي سياق شرع الله سبحانه وتعالى قبل المنهج ، المنهج فرع وليس شرع ، وبالتالي أي خروج عن المنهج وعن شرع الله عزوجل هو خروج عن الثقة.أقول لإخواني الأعزاء كل ما يأتيكم من قيادتكم - أيا كان مستوى هذه القيادة - يجب أن يمر على عقولكم وضمائركم، ضمائركم التي تربت على أخلاق الإسلام ومبادئ الدين، فإذا وجدتموها تتفق فأهلا وسهلا، إذا وجدتموها تختلف فلا.


أثيرت في الآونة الأخيرة قضية المحافظين والإصلاحيين ، هل ترى أن هذه الثنائية لها واقع ، أم أنها مصطلحات أمنية؟


دعك من هذه التسميات ، من المكونات الأساسية لأي جماعة بشرية أن يكون في هذه الجماعة من هو متشدد وسمه إن شئت محافظ ومن هو ميسر وسمه إن شئت إصلاحي ، ويجب أن يعلم الإخوان - في كل تجمع من تجمعاتهم ومستوى من مستوياتهم - أن تواجد المتشدد بجوار الميسر هو أمان لسير الجماعة ، فلا يجوز لأي طرف أن يمارس الإقصاء على الطرف الآخر، فلايجوز للمتشدد – ونحن نحتاجه في الإخوان المسلمين - أن يمارس الإقصاء على الميسر، ولايجوز للميسر- ونحن نحتاجه في الإخوان المسلمين - أن يمارس الاقصاء على المتشدد ، بل يعلم كل طرف بأن وجود أخيه إلى جواره أمان لحسن أداء هذه الجماعة.فأحافظ كرجل متشدد على أخي الميسر كما أحافظ على نفسي، وأعرف أن وجوده بجواري أمان لسير الجماعة، لكن للأسف الشديد أحيانا يحدث خلل في السلوك البشري، فأتصور أنا كرجل متشدد أن الميسر هذا خطر على الجماعة، فأمارس بوسائل غير أخلاقية إقصاءه، هذا الذي يجب أن نتوب عنه.مسألة إقصاء أي فرد من الجماعة تخضع لأحد ثلاثة أمور حاسمة : أن ينزع لقضية التكفير فيخالف أصل من أصول الشريعة، أن ينزع لاستخدام العنف داخل الجماعة الوطنية، هو مسلم لكن يذهب بعيدا هنا، الأمر الثالث أن يكون عميلا لجهة معادية للوطن أو للإسلام ونتيقن من هذا، عدا ذلك فصفنا يسع ، كما كان يقول أستاذنا عمر التلمساني يقول : نحن كإخوان مسلمين يسعنا ما يسع الإسلام.


هل ترى أن مكتب الإرشاد الحالي ممثل لجمهور الجماعة بتبايناته المختلفة ؟ أما حدث ما يمكن أن نسميه إقصاء الإصلاحيين ؟


هذا المكتب الحالي لا يفرق عن المكتب الماضي ، لأن الذي تغير في المكتب 3 أفراد ، المكتب يمثل الحالة الاخوانية ، بكل ما فيها من قوة وما فيها من ضعف وما فيها من خلل، نحن نريد أن نجود هذا الأداء، نريد أن نحسن هذا المكتب، نريد أن نكون أقوى من هذا، لأن الإخوان مليئة بالأشخاص الطيبين النبلاء.


لكن كثيرا من الشباب قلقين يقولون ( أين الدكتور عبد المنعم )؟


أنا موجود ، على رأس الإخوان كلهم في العالم وتحت أقدام الإخوان في العالم ، من فوق ومن تحت ومن على اليمين واليسار خادما لهذه الدعوة ، هذه دعوتي وهذا ديني ، هذا دمي ، وانا راض كل الرضا بفضل الله عز وجل عما أنا فيه، أسأل الله أن يتمم الله على عمرى بالستر، أنا لا أريد شيئا ، ولا يشرفني ولا يزيد من قدري إلا أن يكون الله راضيا عني، ولا يزيد من قدرى أن أكون مرشدا أو لا أكون، هذا من التحدث بنعمة الله ، إني أحاول أن يكون الله راضيا عني .هذا الكلام ربما يكون مقبولا ومفهوما من الصف، إلا أن بعض الباحثين من خارج الجماعة اعتبروا أن خروج د عبد المنعم من مكتب الإرشاد هو نهاية السياسة في برنامج جماعة الإخوان المسلمين .هذا الكلام ليس صحيحا ، أنا لم أكن وحدى – أهتم بالعمل السياسي - أنا كنت مشارك مع إخواني ، وما زلت مشاركا معهم ، سياسة الجماعة لا تعتمد على فلان ولا علان ولا حتى المرشد نفسه ، تعتمد على عمل نضالي جماعي يضع ويحقق سياسات الجماعة ، وبالتالي لا أفهم إصرار الإعلام على أنه تم إقصائي.أنا الذي قدمت اقتراح للإخوان أن الذي قضى في مكتب الإرشاد 8 سنوات يكفيه هذا، لا يمكن أن نطالب الناس بالتجديد ونحن نخالف، قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون ) . واعتذاري كان مبكرا، وا عاكف صرح بذلك وأنا قلته له، كون الآخرين لم يقبلوا اقتراحي تنفيذيا لدرجة أنه تم تعديل اللائحة هذا شأنهم، لكن أنا طبقت هذا على نفسي واعتذرت، الإعلام تناول الموضوع أنه "إقصاء لفلان" ، أنا لم يقصنى أحد، لا لشيء ، أنا يمكن أن أقصى بالانتخابات، لكن أن فعلا طلبت ، والناس لاتريد أن تصدق أنني اعتذرت، أنا لا أريد أن أكون مرشدا ولا عضوا في مكتب الإرشاد .. أحلف على المصحف ، والمصحف أنا لا أريد أن أكون عضوا في مكتب الإرشاد ولا مرشدا حتى ألقى الله سبحانه وتعالى حتى ألقى الله خادما لهذا الدين... لعل حلفي على المصحف يجعل الناس تصدق.أما الآخرين ماذا فعلوا معي ، فعلوا ما فعلوا ، أنا لست مشغولا ، سواء أمامي أو من خلفي، هذا شيء لايجوز للمسلم أن يشغل نفسه به (ادفع بالتالي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )فما بالك إذا كان من أساء إليك واحد من إخوانك، تسامحه ، إنه أخوك ، والمثل يقول "ضرب الحبيب زي أكل الزبيب" إذا كان أساء إلي، لكن لم يبلغني أن هناك أحد أساء إلي.


هل نستطيع أن نلخص هذا الموقف أن موقف د عبد المنعم من إجراءات الانتخابات انتهى ؟ وينظر للأمام من تعديل لوائح وخلافه؟


هو لازم في كل موقف هكذا، انظر للأمام ، ونعلم أن ما حدث خير للدعوة، أنا سعيد بما حدث، ونعرف أن ما حدث فيه خير كثير، بما فيه الأخطاء، ليس رضا بها، لكن لاشك أنها قامت بنقلة، انظر اللوائح التي كان يصر البعض ألا يعرفها أحد من الإخوان، هذا هوس، كيف تطلب من أخ أن يدخل جماعة الإخوان ويكون عضوا فيها ويضحي من أجل هذه الفكرة والدعوة وهو لا يعرف لوائحها، ونقول "يا عم انشروا اللوائح.. انشروا اللوائح" ، الحمد لله أن نشرت اللوائح.أنا أتمنى أن ننشر ميزانيات الإخوان المسلمين أيضا ، نحن نَشْرُف بتلك الميزانيات، نحن لا نأخذ مليما من أحد ، والذي يأتينا من أموال يأتينا من جيوب الإخوان، نصرفها لعمل نشاط تربوي، ونشاط دعوي، ونشاط صحي وهذه كلها مفخرة لنا، أنا أتمنى تنشر تلك الميزانيات، حتى لا يستغل المال في الانحراف أو يستغل المال لشراء الذمم والولاءات .أنا أعرف جيدا الأموال من أين تأتي وأين تصرف، تأتينا من جيوب الإخوان، ونصرفها في الخير، حتى لا ندع هؤلاء يسفِّهوا من أعمالنا، ويدّعو علينا بغسيل أموال.سألتني أختنا منى الشاذلي ( مذيعة برنامج العاشرة مساء ) عن حفل الافطار وما أنفق عليه، وأنا أقول واحد من لصوص النظام خطب بنت دفع لها خمسة وعشرين مليون، وواحد آخر أراد قتل بنت صايعة دفع 2 مليون دولار، أنتم تبحثون عن الإخوان الغلابة الذين دفعوا مائتين ثلاثمائة أو أربعمائة ألف أنفقها الإخوان ليأكلوا بها ويكرموا بها ضيوفهم ! عمَّ تبحثون !!الإخوان هؤلاء شرف لهذه الأمة ومفخرة لهذه الأمة، يجب أن يخرجوا هذا الفخر، ولا يتركوا للذين ينهشون في عظامهم ولحومهم النقية فرصة الإساءة إليهم، أتمنى أن تكون المسائل بهذه الصورة ، ولا أعني أننا ليس لدينا أخطاء ، بل لابد أن نعترف بأخطائنا بكل رضا.


بهذا الشكل تحول الجماعة لجماعة علنية !


لم تكن الإخوان المسلمون في يوم من الأيام جماعة سرية، الإخوان منذ أن نشأت سنة 1928 وحتى هذه اللحظة جماعة مدنية علنية، ولو أن الإخوان أرادت منذ نشأتها أن تكون جماعة عسكرية ما قام الأستاذ البنا بتسجيلها وجعلها جماعة قانونية، الجماعات السرية لا تسجل قانونا، ولو أراد أن يجعلها عسكرية ما سجلها أيضا

وماذا تسمي التنظيم الخاص ؟

هذا دليل على ما أقول ، الأستاذ البنا حينما وجد أن وطنه محتل من الإنجليز ووجد فلسطين تحتل أراد أن يشارك الإخوان مع بقية فصائل الوطن في عمل عسكري، لكن هل عسكر الأستاذ البنا الإخوان المسلمين؟ لا ، كان ممكن يحول الجماعة كلها إلى منظمة عسكرية، لكنه ترك الجماعة تسير في طريقها العلني المدني كما هي، وأخذ مجموعة وقام بعمل التنظيم الخاص لأداء هذه المهمة الاستثنائية، وعندما انتهى دور هذا التنظيم جاء الأستاذ حسن الهضيبي وقال شكرا وأنهى عمل التنظيم الخاص.وبالتالي ظلت جماعة الإخوان المسلمين لم تخرج عن سياقها ، ومسألة التنظيم الخاص كانت حالة استثنائية لوطن محتل، فهذه مقاومة، والمقاومة لا تؤدي إلا بتنظيم سري عسكري، لكن لم نعسكر الجماعة، ولم تتحول الجماعة إلى جماعة سرية عسكرية.وبالتالي مما يربك جماعة الإخوان المسلمين ألا يفهم جمهور الإخوان أنها مدنية علنية، كيف ؟ باستدعاء ثقافة العمل السري العسكري وإدخاله في جماعة الإخوان المسلمين التي هي جماعة علنية مدنية وهذا ما يربكها . لأن العمل السري العسكري له آلياته وثقافته ، نحترمه عندما يكون عند أهله ، والعمل العلني المدني له آلياته وثقافته ، لايجب أن يختلط هذا بذاك ، العمل السري العسكري له مكانه الآن في ظل الجماعة الوطنية هو جيشنا – الجيش المصري - الذي نعتز به .


أنت تتكلم وكأن جماعة الإخوان المسلمين هذه تعيش في سويسرا ، أو في دولة تحترم القانون ، أو تحترم حقوق الإنسان وخصوصيات الأفراد ، شخص لديه شركة وماله الخاص والحكومة تصادره ؟ فكيف تصبح جماعة علنية في ظل عمليات القمع البشع التي يتعرض لها الإخوان في مصر؟

الخطأ لا يعالج بخطأ ، والإفساد لا يعالج بإفساد ، ما يمارسه النظام المصري على الإخوان في مصر هو ظلم وطغيان ، وانحراف يجب أن يتوقف عنه ويجب أن يواجه ، لكني لست مع الذين يواجهون هذا بأي وسائل غير صحيحة ، فضلا على أن الذي يتصور أن السرية وسيلة فهذا مخطئ، التقنيات الحديثة قضت على السرية والخصوصية ، أصبح أي جهاز أمنى خائب يستطيع أن يعرف ماركات ( فنلات) مواطنيه ، فللذي يمارس السرية هو مهووس، أي سرية تلك !! إن الأجهزة الأمنية تعرف ماذا ستأكل اليوم كوسة أم بطاطس ، وما يعرفونه ليس له قيمة أصلا .نحن نريد أن تكون دعوتنا مفتوحة للناس كلها ونتواصل مع الناس كلها، النظم المستبدة لا تواجه بالسرية، بل تواجه النظم المستبدة تواجه بالنضال السلمي، وبالصمود السلمي، وهذا ما يفعله الإخوان في مصر، الإخوان وقفوا صامدين في كل الانتخابات البرلمانية واعتقل منهم في مرة من المرات عشرة آلاف، هذا صمود ، لقد واجهنا النظام في النقابات واتحادات الطلاب ودخلنا البرلمانات وصمدنا في عمل علني.

هذا ينقلنا لنقطتين بعض الشباب يشعر أن الجماعة تخوض معارك دون وعي بما يتبعها، يعني الظهور العلني للجماعة في الانتخابات يعقبها اعتقالات وفقد وظائف وإغلاق شركات وسرقة أموال من بيوت الإخوان، وبعد ذلك الجماعة لا تملك أي رد فعل سوى الحديث عن الصبر والتضحية !! هل ترى أن هذا منطقي لجماعة عمرها 80 سنة ؟

أنت تتكلم في أمرين، الإخوان أولا لم يتصرفوا حتى الآن – في تقديري – أي تصرف أحمق ، الإخوان حينما يكونوا قادرين على ترشيح 450 في كل الدوائر، ومع ذلك يكتفوا بترشيح 150 مرشح ، ماذا تريد تعقل من الإخوان أكثر من ذلك ، وبالتالي الذي يقول إن هذا اندفاع فإنه يريد أن يضعنا في ( القمقم ) ولا نعمل .الأمر الثاني أن يكون رد فعلنا على النظام بالطريقة التي يراها كل واحد ، هذا مرفوض ، قد لا يُعْجِب رد فعلنا بعض الناس، وهذا حقهم، لكن في النهاية في النهاية لن نقوم بعمل إلا ما هو في قدرتنا وبشرط أن يكون في مصلحة الوطن، نحن لا نضحى بوطننا ونندفع في عمل يقضي على الأخضر واليابس من أجل استرداد حق من حقوقنا أو من أجل دفع ظلم من المظالم .هذا ليس رضا عن سلب الحق ولا رضا بالظلم الذي يقع علينا لكن هذا ما نقدره من حسن إدارة للعمل، هذا الموقف قد لا يعجب الآخرين لكن لايجوز للآخرين أن يفرضوا علينا آرائهم و أجندتهم، ينصحونا نعم، يقولون لنا أنتم مقصرون في رد فعلكم ، نقدر هذا ونبحثه، لكن البعض يريد أن يحدد لنا ردود أفعالنا، وأتصور أن هذا مخالف للمنطق ، قد نكون مقصرين في رد الفعل وهذا وارد.

لماذا لم تلجأ الجماعة حتى الآن لتدويل قضايا حقوق الإنسان ؟

أنا ضد تدويل هذه المسائل لأننى أرى أن المجتمع الدولى بحالته الحالية أكثر عداء – من النظم العربية - وأنا أقصد هنا المجتمع الدولى بالمفهوم السياسي الموجود ، أنا أري أن شعوب العالم كله مع الحرية والعدل، بما فيها الشعوب الغربية أما النظم الغربية التى تسيطر على العالم - سواء كان النظام الأمريكي أو بعض النظم الأوربية - للأسف الشديد موقفها من الإسلاميين أسوأ من موقف النظم، ولكنها تمارس هذا الموقف بطريقة ناعمة وليس بطريقة غبية كما تمارسها النظم في منطقتنا العربية والاسلامية فأنت تريد أن أدول ماذا !أنا أعرف أن الشعب الأمريكي يحب الحرية ويحب الديمقراطية ويريد للآخرين أن يكونوا أحرارا، لكن أنا أقصد النظام الأمريكي، هذا الذي جاء يخطب في جامعة القاهرة - الرئيس أوباما - ماذا فعل في أفغانستان؟ مزيدا من القتل، ماذا فعل في العراق؟ مزيدا من القتل ، هذا هو الديمقراطي!إن النظام الأمريكي نجح في أن يجعلنا نحن كمثقفين أو كعرب بصفة عامة ومسلمين لانثق فيه ولا نثق في حسن نواياه بأي حال من الأحوال بأفعاله ، إذن من يقول لنا أن ندول فندول مع من ؟!أما أن يصرخ الأحرار في العالم نصرة لنا فنحن نشكرهم على هذا، أما أن يأخذ الأحرار في العالم موقفا شريفاً تأيداً لقضايانا فنحن نقدر لهم هذا ونشكرهم عليه، لكن في النهاية نحن لن نكتسب حريتنا ولن تكون بلادنا ديمقراطية إلا بنضال أبناء الوطن وتضحيات أبناء الوطن نفسه في مواجهة النظم الفاسدة والمستبدة التى في مجملها تحكم العالم العربي والاسلامي .

لكن ألم تستفد جماعة الإخوان أوالإسلاميين بشكل عام من الضغوط الأمريكية من إدارة متطرفة مثل إدارة بوش ؟

فيه فارق بين أننى أستدعي هذا الضغط وأطلبه - وأنا لا أفعل هذا - وبين أن يأتي هذا الضغط لظروف أخرى فيترتب عليه مصالح لآخرين ، إذا كان النظام المصري ترك في 2005 مساحة من الحرية نتيجة الضغوط الأمريكية - وهذه يكررها ويقولها كل الناس- وأنا لا أعيش في مطبخ نظام حتى أجزم بهذا - ولكن في سياق التحليل الناس تقول هذا وهذا شئ مشين للنظام المصري.يجب على النظام المصري أن يكون مدانا لهذا، لأن أي نظام وطني يجب أن يترك الحرية والديمقراطية لمواطنيه لكونه نظاما وطنيا وليس لكون أمريكا ضغت عليه أو لم تضغط عليه، هذا شئ يشين النظام المصري أنا لست سعيدا بأن يكون النظام الذي يحكمني يعطي الحرية ولا يعطيها بناء على تعليمات أمريكية، هذا شئ لايشرفني ولا يشرف أي نظام أن يفعل هذا، لكن لابد أن تكون الحرية مبدأ والديمقراطية مبدأ يمارسه النظام ويعرف أنه خادم لأبناء شعبه لا يمن عليهم بالحرية والديمقراطية ، في الحقيقة إن سرقة إرداة الشعوب هي أكبر جريمة يرتكبها أي نظام حين يمارس الفساد والاستبداد والتزوير واوا الخ.

موضع الانتخابات ينقلنا في ظل ما حدث في انتخابات المحليات ومجلس الشورى الماضية وعدم نجاح أي مرشح من أن يقدم أوراق ترشيحه .

لا قدموا ، ولكن لم ينجح أحد. في انتخابات المحليات 52 ألف مقعد ، الإخوان كانوا قد أعدوا 10 آلاف، يعني 20 % وهي نسبة مناسبة لنا ، ومع ذلك لم ينجح أحد في تقديم أوراق ترشيحه من الـ 10 آلاف إلا 3000 فقط ، وال 3 آلاف لم ينجح منهم أحد، وهذا من ممارسات النظام المضحكة التى تبشر أن انتخاب البرلمان القادم سيكون فيه مثل هذا، لكن لا أتصور أن الانتخابات القادمة في البرلمان ستصل لهذا الحد .

أي حد تقصد ؟ حد القمع ؟ أم حد الديمقراطية ؟

لأ هذا ولا ذاك، اصرار النظام على النص في الدستور على إلغاء الإشراف القضائي على الإنتخابات هدفه أن توضع الانتخابات في يد وزارة الداخلية، التي ستزورها طبقا للإرادة السياسة، فإذا كانت الإرادة السياسية تسمح بدخول عشرة من الإخوان وزارة الداخلية ستدخل عشرة تدخل عشرة ، تدخل خمسة تدخل خمسة .فأنا متوقع من سياق التحليل السياسي أن أقصى عدد ستسمح به وزارة داخلية وفقا للتعليمات السياسية التى تأتيها من السيد الرئيس 10 إخوان .. هذا توقعي، لكن أتمنى حينما تأتي الانتخابات ندعو الله أن يشرح صدر الرئيس الذي يحدد الكوتة ويسمح بدخول على الأقل العدد الذي كان موجودا، الذي سمحت به الانتخابات قبل ذلك، و هو 20 % + ال 40 التي قال الدكتور أحمد نظيف إنهم مفروض كانوا يدخلوا ولم يدخلوا نتيجة تدخل النظام.فلما يدخل 120 من الإخوان المسلمين وكمان 40 واحد من المستقلين يبقى هذا جيد ، ولا يلعبوا في الدستور كل حين، لأن لن يكون للنظام الثلثين، فيبقى الدستور حيئنذ يعدل بشبهه إرادة شعبية .لكن هم حريصون – النظام – على أن المعارضة لا تزيد بأي حال من الأحوال عن خطوطهم، حتى يظلوا في مأمن من تعديل الدستور ، هل ما صنعه – النظام - هو تعديل دستور، هذا عبث وإنهاك وعدوان على الدستور المصري .

وهذه تنقلنا الى معضلة أخرى حيث يرى الشباب أن نظام فاسد يتهم دائما جماعة شريفة بأنها ارهابية ومتطرفة وا وا ، وفي الوقت ذاته جماعة شريفة تتعامل مع نظام فاسد على أنه نظام وطني ، حضرتك تستخدم دائما الوطنيين في النظام الوطنيين في النظام، لكن نحن لا نرى هؤلاء الوطنيين ؟

"إن الله يأمر بالعدل والإحسان" إن النظام – الدولة - أو إن النظام على بعضه أنا لا أقصد بالنظام هنا أشخاصا معينين، ولكن أقصد بالنظام مؤسسات الدولة : وزارات ومؤسسات وهيئات الحكم والجيش والمخابرات والشرطة والخارجية كل هذه هي مؤسسات الدولة.هذه المؤسسات مليئة بالوطنيين والمخلصين لهذا الوطن، لكن في النهاية القرار السياسي يأتي إليهم فيتم تمريره، وهم يتباكون على صالح وطنهم، أنا لا أقول عليهم إنهم مناضلين يخرجون ليضعوا أنفسهم في صفوف المعارضة من أجل التغيير، لكنهم غير راضيين .. أنا أعلم أن كثير من الوطنيين في كل مؤسسات الدولة غير راضين عن حالة مصر.هل يتصور أحد أن يخرج الناس في العالم العربي والإسلامي وأوروبا وأمريكا بمظاهرات على أبواب السفارات المصرية يطالبون النظام المصرى بوقف بناء الجدار الفولازي وعدم التعاون مع إسرائيل ودعم الفلسطيينين .. مصر التى ضحت على مدار 60 سنة من أجل القضية الفلسطينية تخرج مظاهرات ضدها !لماذا أوصلونا إلى هذا الحال البائس الذي يجعل إخواننا وشركائنا في هذا الوطن من موظفي وزارة الخارجية والعاملين فيها في موقف حرج ، حيث نري شاب يعمل في أي سفارة مصرية يرى مظاهرة جاية أمام باب السفارة تطالب عدم دعم اسرائيل فيبكي.. ليست سفارات مصر التى تواجه بالمظاهرات، مصر تلوم نظامها لتعاونه مع الإسرائيلين ضد الفلسطيينين، هذا لايجوز ولايصح لكن للأسف أوصلوا الحالة المصرية لهذا الواقع المرير الغير مشرف لمصر.أنا لا يمكن أن أنكر أن هناك وطنيين وشرفاء في كل مؤسسات الدولة لكن ماذا يصنعون! وبالتالي أنا لا أستطيع أن أجردهم من وطنيتهم.

البعض يرى أن الإخوان سعداء بثنائية النظام والإخوان ، وأن الإخوان هم سبب عدم تقدم النظام السياسي في الدولة ، وتحويل حالة الحراك هذه إلى واقع ، وأن يكون هناك تداول سلمي للسلطة وأن يكون هناك سياسة حقيقية في مصر ؟

تحميل الإخوان لهذه المسألة ظلم ، وهذا معناه أنك تنتصر للجلاد من الضحية، نحن مثل كل مصر ضحية لنظام فاسد ومستبد، وبالتالي لا يجوز أن تقول هذا، لكن أن تقترح وأنا مع الذي يقترح هذا أو ترى وأنا مع الذي يرى هذا أن الإخوان يخرجون من المنافسة الحزبية لفترة من الزمن، اقترح أن تكون عشرين عاما ، يخرجون منها ويدعوا هذه الانتخابات تسير، وذلك حتى يجردوا النظام من الذريعة التى يقدمها للغرب للأسف الشديد، وكان يجب على النظام كأي نظام وطني ألا يفعل هذا، لايفعل هذا لأنه يقدم ذريعة للغرب لماذا تقدم له ذريعة أصلا؟ لماذا تستقوى بالغرب على أبناء وطنك وعلى جماعات مصر الوطنية ومنها جماعة الإخوان المسلمين ؟فإذا انسحب الإخوان لمدة 20 سنة من المنافسة الحزبية وتركوا النظام هكذا أتصور أن هذا شئ جيد، إذن فلتجرى انتخابات ديمقراطية ولتأتي مجموعة وطنية ليبرالية ندعمها نحن ونؤيدها لإدارة شؤون الوطن،حتى نؤكد على المعنى الصادقين فيه -ولا يريد أحد أن يصدقه - نحن ننافس على مصلحة الوطن لكن لا ننافس على حكم الوطن، لأننا لسنا مشغولين بحكم الوطن مع أن هذا حقنا، لكن نحن سنتصدى وسنظل صامدين أمام أي شخص أو قوى تريد أن تفسد في مصر، أيا كانت، لكن لانقصد بهذا أن نزيل الجالس على الكرسي لنجلس مكانه، لكن نحن نريد أن نزيل الفساد والاستبداد ليجلس "الصلاح" وتجلس "الحرية" مكانه أما من يكون هذا الذي سيجلس؟ فهذه مسأله يختارها ويحددها المصريون ولسنا نحن الإخوان فنحن جزء من مصر ولسنا كل مصر.

لكن هذه رؤية خطيرة ينسحب الإخوان من الحياة الحزبية يعني ينسحبوا من السياسة ؟

لأ لأ هناك فارق من الانسحاب من السياسة ومن المنافسة على السلطة، لا يمكن بحال من الأحوال أن ينسحب الإخوان من السياسة، يعني هل تتصور أن الإخوان عندما يحددون موقفهم من الحريات ومن الديمقراطية ومن تعديل الدستورمن القضية الفلسطينية ومن التبعية للغرب هذا كله سياسة الإخوان، إن صمتوا عن هذا يبقوا أثموا إذا سكتوا عن هذا وانسحبوا يأثمون بين يدى الله سبحانه وتعالى، وأنا لست مفتيا أنا أتكلم على قدر معلوماتي البسيطة، لكن أنا أقترح أن ينسحبوا من المنافسة الحزبية لمدة عشرين سنة .

ما مفهوم المنافسة الحزبية ؟

المنافسة على السلطة سواء لى السلطة التنفيذية أو التشريعية .

يعني بالبلدي لا ندخل انتخابات ؟

بالبلدي وبالشعبي لا ندخل انتخابات مجلس الشعب ولا مجلس الشورى، هذه السلطة التشريعية، لن ندخلها لمدة 20 سنة، دعها و المحليات، بالرغم من أن المحليات ليست سلطة تشريعية، أربع دورات لمدة 20 سنة، ودع النظام يدير انتخابات مزورة، لأنه يتزرع بنا لتزوير الانتخابات أمام القوى الخارجية، التى تكره النظام وتكرهنا معه، وهذا لايريد أن يدركه بعض الأغبياء في النظام، القوى الغربية لا تريد إلا إنسانا وحاكما تابعا لها مائة بالمائة، وبوش قال هذا قال من ليس معنا فهو ضدنا وأوباما يقول هذا بطريقة ناعمة، أنا لا أرى الآن بعد ممارسات أوباما فارقا بينه وبين من سبقوه في موقفه من قضية الحريات ومن قضايا العالم العربي والاسلامي ، بل أرى أن هذه الممارسات أسوأ .

ألا ترى أن هذا الطرح يتفق مع ما طرحه الدكتور سليم العوا من ثلاث سنوات من الدعوة لاعتزال الإخوان للعمل السياسي ؟

لا ، أنا مختلف مع الدكتور العوا، الدكتور سليم العوا دعا لاعتزال الإخوان للعمل السياسي، إن كان يقصد ما أقول بالتحديد فأنا أتفق معه، ولكن لن نعتزل العمل السياسي، السياسة هي إصلاح للوطن، ولا يمكن إلا أن نكون مصلحين، أما إعتزال المنافسة على السلطة كما شرحتها بالدقة تلك فأنا مع أي حد يطالب بهذا، لمدة 20 سنة ، لكن لا أستطيع أن أحرم فصيل وطني من أن ينافس على السلطة، هذا حقه ، السلطة ليست ملكا لأحد، السلطة ملك المصريين كلهم ، من حق أي مصري أن ينافس على السلطة، يطرح برنامجه وليقول يا أيها المصريون أنا برنامجي في الحكم ذلك فإن قبله المصريون فأهلا وسهلا، وإن رفضوه فليسكت .. لكن أنا أقول "فترة معينة" تستقر فيها حالة الديمقراطية والحريات ، وحينئذ يدخل الإخوان أو غير الإخوان للمنافسة الحزبية.

هذا الكلام سيسبب الإحباط لكثير من الباحثين الذين كتبوا في الفترة الماضية أنه بخروج د عبد المنعم ابو الفتوح من مكتب الإرشاد نهاية السياسة في الإخوان .. حضرتك تتكلم الآن عن درجة من درجات العزلة السياسية !

ليست من درجات العزلة السياسية ، العمل السياسي أحد تجلياته دخول الانتخابات ، لكن له تجليات أخرى، منها أن يكون لك موقف وأن تقود نضالا شعبيا من أجل نحقيق نصر، نحن في دول يحكمها نظام مستبد ، هل هناك سلطة إلا سلطة الحاكم الوحيد.هذا الكلام أيضا يصب في مصلحة بعض من قالوا إن الإخوان حصلوا على صفر كبير داخل البرلمان ، لم يعدلوا قانون ولم يغيروا في أي شئ !التعميم والإطلاق آفة ، يعني يا إما الإخوان حققوا انتصارات عظيمة جدا في مجلس الشعب ، يا إما صفر ، لا يوجد بينهما شيء ؟!!! وهذا ليس صحيحا، لاهم حققوا نجاحات عظيمة في مجلس الشعب ولا هم حصلوا على صفر ، لكنهم حققوا بعض النجاحات في سياق الظروف وفي سياق طبيعة النظام ، وفي سياق أن النظام واضع في مجلس الشعب كتلة تصويتية صامتة، تأتيها التعليمات بالموافقة فتوافق وتأتيها التعليمات بالرفض فترفض، فلا محل للمناقشة أصلا، وفي ظل هذه الأوضاع ما قدمه نواب الإخوان المسلمين من استخدام بعض آليات العمل البرلماني شيء جيد وممتاز، ولكن لا يستطيعوا أن يفعلوا أكثر من هذا، ولكن ليس صفر، تقول عليه ثلاثة من عشرة جيد في ظل هذا الوضع المتردي للحريات وغيرها، لا صفر ولا عشرة من عشرة.

هل تظن لو انسحب الإخوان من المنافسة الحزبية - ولم ينسحبوا من السياسة - فهل سيتغير أي شيء في ظل هزال ما يسمي بالأحزاب وهي كما نعرف أحزاب مخترقة أمنيا وكرتونية ؟

فلنفعل هذا، ويقوفوا وراء مجموعة مرشحين وطنيين ليبرالين يدعموهم ، لكن ليس مرشحي الإخوان المسلمين، وهنا لم أقصد بمعنى الانسحاب من المنافسة الحزبية أي الجلوس في البيت ، ولكن أعنى عدم الترشيح للانتخابات ولكن دعم مرشحين وطنيين ليبراليين من خارج الجماعة ، بحيث نفوت على من يستخدمون الإخوان كفزاعة وهذه عشرين سنة وليست مائة سنة .ثم نحن كأخوان مسلمين نعمل من 1928 حتى 1984 وكان الإخوان ملء السمع والبصر في العمل الوطني والنضالي والبذل والانتشار ، ولم يكن فيهم عضو في مجلس الشعب ، هل كنا قبل 84 غير موجوين؟ هل بدأ التاريخ يسطر انتصارات الإخوان من 1984؟ وهل نحن في برلمان مصر أم في برلمان دولة أوروبية ، نحن في برلمان مصر ونعرف كيف يدار وكيف تسير الأمور.

كلما مر أسبوع أو اسبوعين على الإخوان بدون اعتقالات أو واحد كان معتقلا وأفرج عنه تظهر أحاديث الصفقات ، ونسمع ونقرأ "الإخوان عقدوا صفقة " هل عقد الصفقات في حد ذاته مرفوض ؟

استخدام كلمة " صفقة " أصبح استخدام سيء ، ودلالته سيئة ، أما إذا كان المقصود القول "تمت تفاهمات بين النظام وبين الإخوان على أداء لمصلحة الوطن " فهذا نريده ونطالب به ونتبناه ، لكن للأسف هذا لا يحدث ، فلاصفقات تحدث ولا تفاهمات تحدث ، نريد ونعلن وبكل صراحة أن النظام يجب أن يتفاهم مع أبناء وطنه لصالح وطنه، وليس لصالح الإخوان ولا لصالح أفراد النظام ، بل لصالح مصر، من مصلحة مصر أن يكون هناك تفاهم وتفاوض وإدارة نقاش بين النظام وبين كل القوى الوطنية بما فيهم الإخوان ، وأن يكون أساس هذه الحوار و هذا النقاش هو مصلحة الوطن ، نتمنى ولكن هذا لايحدث للأسف ، لاصفقات ولا مفاوضات ولا تفاهم ولا أخذ رأي أحد، هذا هو ما يحدث في مصر وهذا شيء مؤسف ومزري ومشين للنظام ، ألا يتفاهم مع أبناء وطنه ، إذن من يحكم ؟ كيف تحكم ناسا لا تتفاهم معهم ؟!!! تتفاهم مع الدنيا كلها عدا أبناء وطنك ، شيء عجيب جدا!!!!

ما رؤيتك للخروج من النفق الذي تعيش فيه مصر الآن ؟

أن تظل القوى الوطنية بما فيها الإخوان المسلمون تقوم بعملية نضال شعبي سلمي إلى أن يحدث تغيير ، قد تكون القدرة الآن على مواجهة البطش والظلم وتزوير الانتخابات فيها بعض القصور، لكن علينا أن نستمر ولا نيأس أبدا ، النظام والقوى الشريرة التي تكره مصر تريد أن تدخل الشعب المصري في نفق الإحباط واليأس، وشبابنا في نفق الاحباط واليأس، لكن لا يجوز أن نيأس أو أن نحبط ، نقدم ما نستطيع أن نقدمه وهذا ما سيحاسبنا الله عليه .رد الفعل الإخواني هو المحرك الأساسي أو القوى الفعالة في القوى الوطنية ، عدا الإخوان هل هناك قوى فاعلة ؟ يعني نحن نشغل أنفسنا ( برأي القوى الوطنية ) هل القوى الوطنية فعلا هذه تساوى أكثر 100 فرد ( منطقة في الإخوان)؟دعك ليس ميزان القوى فقط هو العدد .. إن موازين القوى لها معايير .. منها العدد ، منها مدى التأثير السياسي، مدى التأثير الإعلامي، مدى القبول الداخلي والدولى، كل هذه مقومات قوى، أنا ممكن يكون عندي 500 واحد لايساوون تأثير 2 من هنا أو هنا .وبالتالى يعني أن تحول القوى الوطنية في مصر سواء كان الناصرين أو كان الليبراليين أو اليساريين إلى أصفار فإن هذا لا يجوز، ولا يصح لا خلقا ولا عدلا ولا شيء، أما أنها تكون قوى ليست بقدر قوة الإخوان فهذه مسألة لا تصح ، فلا نواجه القوى الأخرى بأنها قوى ضعيفة وأنها قليلة .. هذا لا يجوز، نتعاون معهم ، كل على حسب أجندته ، وفيه مساحات للتعامل معهم و كل منهم له مساحته ونحن لنا مساحتنا ، لكن فيما ؟ قضية الحريات وإلغاء قانون الطوارئ وإلغاء قانون الأحزاب وحرية إصدار الصحف واستقلال القضاء هذه قضايا كلها متفقين مع الجميع فيها.وأهم قوى وطنية موجودة في مصر هي المستقلين 70 % من المصريين يعتبروا في هذه المساحة الكبيرة مساحة الاستقلال وهذه قوى يجب أن نسعى لتحريكها وأن تشارك وأن تتحول بدلاً من أغلبية صامتة الى أغلبية فاعلة ومؤثرة بأي قدر وهناك إثبات لمشاركتهم بتزداد سنة عن سنة .

أنت تتحدث عن العمل مع الناصريين ، هل صَالَحَ الإخوانُ الناصريين ؟

بإنشاء المؤتمر القومى الإسلامي انقلبت الصفحة القديمة، وأصبح بيننا وبين الإخوة القوميين بصفة عامة والعروبيين والناصريين تعاون في مساحات كبيرة جدا، ونحن لا نريد أن نعيش في الماضي، الذي يريد أن يصلح وطنه دائما يكون عينه على المستقبل لكن أن يظل يعيش في الماضي فهذا لايفيد بشيء، وفي النهاية نحتفظ بهذا الماضي، والتاريخ لن يستطيع أحد أن يعبث به .

بذكر الناصرييين يثار دائما تساؤل عن الجماعة والأستاذ سيد قطب .. س : هل الأستاذ سيد قطب هو المرجعية الفكرية للإخوان؟

ليس الأستاذ سيد قطب هو المرجعية الفكرية للإخوان بكل وضوح .. المرجعية الفكرية للإخوان والحركية مازال هو مجموعة رسائل الإمام البنا، وهذا ليس تقدسياً لها، ثم ما صدر عن الجماعة كمؤسسة رسمية - مجلس شوراها تحديدا - من وسائل مثل وثيقة المرأة التى صدرت في 94 ووثيقة التعددية الحزبية ، فيما عدا ذلك ماكتبه الأستاذ سيد قطب رحمة الله عليه على الرأس من فوق ومحل تقدير وسيد قطب .. هناك من لايريدون أن يدركوا أن هناك خلاف على بعض أرائه وأفكاره ويتصورون أن هذا عدم تقدير له ، هذه مسألة من ناس عندها حماقة .. سيد قطب قامة كبيرة ويكفيه شرفاً ويكفيه فخراً أنه قدم حياته في مواجهة المستبد في مواجهة الطاغية، وكان ممكن أن يسلم مثلما سلم كثير من الناس، هذا يكفيه شرفا ويكيفه إعلاءً لقدره ومقامه، أما ما كتبه ونختلف أو نتفق عليه فهذا لا يقلل من قدره..إن كتابات الأستاذ سيد قطب كتبت في مرحلة كان لايمكن أن يعبر عن نفسه كرجل أديب إلا بهذه الطاقة الثورية الكبيرة جدا جدا .من أجل هذا نحن نخشى من سوء فهم أفكار الأستاذ سيد قطب أحيانا، نخشى كإخوان مسلمين من بعض النصوص التى كتبها الأستاذ سيد قطب ونختلف معه فيها وإختلافنا معه فيها لايقلل من قيمتها ولا من قدرها ولا من الاستفادة منها، كما نقول يجب في مواقفنا من الأشياء ألا نميل للتعميم والإطلاق بحيث إما أن نكون مع كل أو ضد كل ماكتبه الأستاذ سيد قطب وهذا ليس صحيحا.الجماعة اجتهدت على كلام الأستاذ البنا نفسه ، فقد كان له موقف متحفظ من المرأة في رسالته اللى كتبها ومع ذلك الجماعة خرجت على هذا التحفظ في عام 94 وسمحت للمرأة للمشاركة في العمل السياسي وصكت وثيقة في هذا .الأستاذ البنا كان له موقف واضح ضد التحزب والجماعة خرجت من هذا وبالتالى حين نرصد بعض أراء أو أفكار أو نختلف مع بعض أفكار الأستاذ سيد قطب فهذا ليس عجب وهذا لا يلغي كل ماكتب ولا يلغى جهاده ولا قامته ولا قدره وبالتالي نرجوا أن يغلق هذا الملف .حتى إخواننا الفضلاء الذين نجحوا في الانتخابات بعضهم من تنظيم 65 يطلقون عليهم قطبيين قطبيين قطبيين !!! يعني ايه قطبيين !!!

ما معني قطبيين ؟

معناها أنهم ينتسبون للأستاذ سيد قطب!!!نحن لا ننتسب لأحد .. هوه يعني فيه بنائيين وقطبيين وتلماسنيين هذا كلام غريب جدا، هؤلاء إخوان قد نتفق وقد نختلف مع بعض آرائهم وأفكارهم سواء كانت مرجعيتها أفكار سيد قطب أو غيره، هؤلاء إخوان مسلمين فضلاء كرام نحبهم ونعزهم ونقدرهم ونرجو لهم ولجميع الإخوان كل التوفيق والسداد.


منقوووووووووووووول

0 التعليقات: